(دويتشه فيليه)
دخلت عمليات البحث عن آلاف المفقودين بعد فيضانات كارثية اجتاحت مدينة درنة الليبية، مع التأكد من مقتل الآلاف بالفعل وتوقع ارتفاع الحصيلة.
ونتجت الفيضانات عن عاصفة قوية تسببت في انهيار سدّين قرب المدينة، لتنطلق موجة هادرة من المياه، وتدمر رُبع، أو ما يزيد على رُبع، المدينة المطلة على ساحل البحر المتوسط، جارفة بنايات بسكانها.
وقبل ليبيا، أدى الإعصار دانيال إلى وقوع فيضانات شديدة، في اليونان وبلغاريا وتركيا.
وتسبب الطقس الحار بشكل غير عادي والذي خيم في الأيام القليلة الماضية على أوروبا الوسطى، واقتراب المنخفضات الأطلسية من الشمال الغربي، في تحول تأثير الضغط المرتفع نحو الجنوب الشرقي.
وظهر مصطلح الإعصار المتوسطي في الثمانينات عندما تم اكتشاف تشكيلات سحابية تشبه «الإعصار» في صور الأقمار الصناعية فوق البحر الأبيض المتوسط، في أشهر الخريف. وهي ذات شكل حلزوني، وفي وسطها منطقة خالية من السحب تسمى «العين». ومثل أي إعصار، تدور الغيوم والأمطار الغزيرة حول هذه العين.
ومن هنا جاء الاسم المركّب من المقطع الأول لكلمة البحر الأبيض المتوسط والمقطع الثاني من كلمة إعصار.
ويظهر هذا النوع من الأعاصير بشكل أساسي في فصل الخريف، ولكنها يمكن أن تحدث أيضاً في فصل الشتاء. وهي تنشأ عندما يتدفق الهواء البارد من خطوط العرض المعتدلة باتجاه خط الاستواء، ويتشكل ما يسمى بالمنخفض القطعي في طبقات الهواء العليا.
وبسبب الصيف شديد الحرارة، لا يزال البحر الأبيض المتوسط دافئاً جداً. وعندما تكون درجة حرارة الماء أكثر من 24 درجة مئوية، يتكثف الكثير من بخار الماء وتتشكل دوامة سحابية.
وعادة ما تصل مثل هذه الدوامة إلى سرعة رياح العاصفة الاستوائية (63-118 كم/ساعة)، وتسبب الكتل الهائلة من المياه المرافقة في فيضانات مدمرة.
ويبلغ قطر الأعاصير المتوسطية 300 كيلومتر، كحد أقصى، وهي أصغر بكثير من الأعاصير الأخرى التي يمكن أن يصل قطرها إلى 1500 كيلومتر.
إضافة إلى ذلك، فإنها تتبدد عادة بعد بضع ساعات، ونادراً ما تستمر لمدة يومين، في حين أن الأعاصير الأخرى يمكن أن تستمر في كثير من الأحيان لمدة أسبوع كامل.
وضرب الإعصار دانيال بشدة، بشكل خاص مدينتي درنة والجبل الأخضر الساحلية، وكذلك مدينتي المرج وسوسة. كما تأثرت مدينة البيضاء ومدينة بنغازي الساحلية المهمة.