اقتصاد اماراتي

«فانغارد».. أخطبوط استثماري يمد أذرعه إلى صانعات التكنولوجيا



«فانغارد».. أخطبوط استثماري يمد أذرعه إلى صانعات التكنولوجيا

دبي: خالد موسى

عندما يتم ذكر شركات الاستثمار الكبرى، لا يمكن أبداً إغفال «فانغارد»، أخطبوط الاستثمارات في الشركات الأمريكية الكبرى. حيث تستثمر في شركات التكنولوجيا السبع الكبرى: «انفيديا» و«أبل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«تيسلا» و«ميتا» و«ألفابيت».

وتعود جذور شركة «فانغارد» إلى أول صندوق مشترك لها، صندوق «ويلينجتون»، الذي تم تقديمه في عام 1929. واستثمر الصندوق الناشئ في الأسهم والسندات عالية الجودة، مع التركيز على النزعة المحافظة في عصر المضاربات المتفشية في السوق.

وعلى الرغم من أنه تم إنشاؤه خلال أسوأ السنوات في تاريخ السوق المالي الأمريكي، إلا أن الصندوق لم ينج فحسب، بل ازدهر أيضاً. واليوم، يعد صندوق «فانغارد ويلينجتون» أقدم صندوق متوازن في الصناعة وواحداً من أكبرها.

وبعد ما يقرب من نصف قرن من إنشاء الصندوق، تبنت شركة ناشئة جديدة تدعى «فانغارد» فلسفة الاستثمار لهذا الصندوق: التوازن، والتنويع، والانضباط، ومنظور طويل الأجل. من خلال اتباع نهج استثماري سليم ومعقول كأساس، بدأت الشركة مسيرتها نحو ريادة الصناعة بسلسلة من الضربات الجريئة، حيث قدمت أول صندوق مشترك للمؤشر، وتبني نظام توزيع بدون عمولة، واستيعاب إدارة الدخل الثابت.

عند تأسيس الشركة، عام 1975، سعى جون سي بوجل إلى إنشاء طريقة جديدة وأفضل لإدارة شركة صناديق الاستثمار المشتركة. وكانت النتيجة مؤسسة قائمة على فكرة بسيطة ولكنها ثورية: ملكية المستثمرين، فالشركة مملوكة للصناديق المملوكة بدورها لمساهمي الصناديق. باختصار، هي شركة مملوكة للمستثمر.

فتحت «فانغارد» فئة أصول جديدة للمستثمرين، من خلال أول صندوق لسوق المال، ما أتاح لهم الفرصة لكسب عوائد أعلى من أدوات الادخار المصرفية المقدمة وإيداع الأموال في حساب مناسب لإدارة النقد. بحلول عام 1981، كانت أصول صندوق سوق المال تمثل 36% من إجمالي أصول فانغارد الخاضعة للإدارة، وكان صندوق «فانغارد برايم» لسوق المال (الآن صندوق فانغارد النقدي الاحتياطي الفيدرالي لسوق المال) أكبر صندوق في هذه الفئة، حيث تبلغ أصوله 1.2 مليار دولار.

في عام 1976، كانت شركة «فانغارد» متطورة في مفهوم فهرسة صناديق الاستثمار المشتركة، من خلال إطلاق صندوق «فانغارد 500»، وهو مؤشر الأسهم الخاص بالشركة. وقد جلبت استراتيجية المؤشر، التي كانت متاحة في السابق فقط لصناديق التقاعد والمستثمرين المؤسسيين الآخرين، تكاليف منخفضة وتنوعاً واسعاً للمستثمرين الأفراد.

تعليم العملاء

عام 1995، برز موقع «فانغارد نيو أمريكا أونلاين»، كقناة مهمة لتفاعلات العملاء، بما يتجاوز البريد والهاتف، فضلاً عن كونه مصدراً تعليمياً يمكن الوصول إليه. وبعد مرور عام، تمت إضافة القدرات التي مكنت العملاء من مراقبة أرصدة الحسابات، وفي عام 1997، التعامل مع ممتلكاتهم المالية.

تقاعد بوغل من «فانغارد» كرئيس، عام 1999، عندما بلغ سن التقاعد الإلزامي للشركة 70 عاماً، وعين جون جيه برينان خلفاً له، والذي تم اختياره بعناية. انضم برينان إلى الشركة، عام 1982، وشغل سلسلة من المناصب القيادية العليا في الشركة، بما في ذلك المدير المالي ونائب الرئيس التنفيذي والرئيس.

أصول الشركة

مدعومة بتعزيز الأسواق المالية والتدفقات النقدية القوية، تجاوزت أصول الشركة الخاضعة للإدارة، عام 2006، مستوى تريليون دولار. وفي عام 2018، أدى السوق الصاعد الطويل وولاء العملاء المستمر إلى دفع أصول الشركة إلى ما يزيد على 5 تريليونات دولار.

وتقدم الشركة منتجات وخدمات منخفضة الكلفة، لتحقيق أهداف الاستثمار طويلة الأجل، فهي تقدم الخدمات الاستشارية للمستثمر أولاً، واستثمارات عالية الجودة وخدمات وأدوات التقاعد الفعالة. كما تشارك وجهات نظرها، من خلال الأبحاث الطويلة، والتي تستهدف بشكل عام محترفي الاستثمار، والتعليقات القصيرة المخصصة لجمهور واسع من المستثمرين والمشاركين في الصناعة. ومع مواصلة نموها، تدير الشركة أصولاً اليوم تقدر ب 8.6 تريليون دولار.



المصدر