سياسة اماراتية

إسرائيل تباغت حي الشجاعية باجتياح ثالث وتطالب الأهالي بإخلائه



إسرائيل تباغت حي الشجاعية باجتياح ثالث وتطالب الأهالي بإخلائه

شنت إسرائيل، أمس الخميس، وللمرة الثالثة منذ بدء حربها على قطاع غزة، عملية اجتياح لحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف، ما تسبّب بحركة نزوح عشرات آلاف السكان، الذين قتل وأُصيب العشرات منهم، وسط حالة من الهلع، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان الشجاعية وأحياء غزة الأخرى إخلاءها والتوجه إلى الجنوب، بينما تواصلت المعارك العنيفة في رفح في ظل محاولات إسرائيلية للتوغل تحت قصف جوي ومدفعي كثيف، وذكر مصدر طبي أنه تم إجلاء 21 مريضاً بالسرطان من غزة إلى مصر، وذلك للمرة الأولى منذ مطلع مايو الماضي، في وقت أكد مسؤول أمريكي أن واشنطن زودت إسرائيل بأسلحة بقيمة 6.5 مليار دولار منذ بداية الحرب، في حين طالب نائب جمهوري بمجلس النواب الأمريكي إدارة الرئيس جو بايدن بإغلاق رصيف مساعدات غزة.

زعمت هيئة البثّ الإسرائيلية «كان 11»، إلى أن الجيش الإسرائيليّ، قد رصد عودة مقاتلين فلسطينيين إلى المنطقة، و«محاولة الفصائل الفلسطينية للتعافي» وتأهيل قدراتها في الحيّ. وذكرت أن الجيش بدأ عملية برية في حي الشجاعية، «لتفكيك البنية التحتية للفصائل التي لا تزال نشطة هناك»، مضيفة أن الهجوم البريّ يأتي «في أعقاب معلومات استخباراتيّة جمعها جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك) والاستخبارات العسكرية «أمان»، مفادها أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية، «بدأوا في استعادة سيطرتهم على الحيّ». وأشارت إلى أنه «هذه هي المرة الثالثة التي يقوم فيها الجيش الإسرائيلي بعمليات على الأرض في الشجاعية، التي غادرها في بداية كانون الثاني/ يناير». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن على جميع السكان والنازحين الموجودين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة، التركمان والتفاح الإخلاء بشكل فوري جنوباً على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية وذلك من أجل سلامتهم.

ومن جانبه، قال جهاز الدفاع المدني في غزة إن طواقمه لا تستطيع الوصول للجثامين والمصابين في حي الشجاعية، مضيفاً أن عشرات الآلاف من المدنيين ينزحون من المنطقة جراء استمرار القصف الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الغارات مستمرة على أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى برصاص المسيّرات الإسرائيلية في محيط مقبرة التونسي شرق حي الشجاعية. وأشارت وسائل الإعلام الفلسطينية إلى أن «الجيش الإسرائيلي بدأ توغلاً برياً في الشجاعية». وارتكب الجيش الإسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات الفلسطينية وصل منها للمستشفيات 47 قتيلاً و52 مصاباً خلال الساعات الأخيرة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 37765 قتيلاً و86429 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي. يأتي ذلك، في وقت دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال265، حيث تواصل القوات الإسرائيلية استهداف عدد من المناطق بالقطاع، لا سيما مخيمي جباليا والنصيرات، وخان يونس وبيت لاهيا، إضافة إلى رفح.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة زودت أسلحة لإسرائيل بقيمة 6.5 مليار دولار منذ بداية الحرب على غزة، بينها 3 مليارات وافقت عليها الولايات المتحدة في مايو الماضي. ووصف المسؤول الأمريكي إمدادات الأسلحة لإسرائيل بأنها«مشروع ضخم للغاية». وهذه الأرقام التي لم يعلن عنها مسبقاً، جاءت في إطار زيارة وفد إسرائيلي برئاسة وزير الأمن، يوآف غالانت، إلى واشنطن وعلى خلفية تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأن إدارة بايدن «تحجب أسلحة عن إسرائيل»، ما أثار غضباً أمريكياً.

إلى ذلك، كتب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي رسالة إلى إدارة الرئيس جو بايدن يطالبها رسمياً بإغلاق رصيف المساعدات الذي أقامته واشنطن قبالة ساحل غزة، واصفاً العملية بأنها غير فعالة ومحفوفة بالمخاطر ومضيعة للمال. وكتب روجرز في رسالة أُرسلت إلى جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن،«أحث الإدارة على وقف هذه العملية الفاشلة فوراً قبل أن تقع كارثة أخرى وأدعوها لدراسة وسائل بديلة لإرسال المساعدات ». (وكالات)



المصدر