بخريطة لـ«فيلادليفيا».. وفد إسرائيلي في القاهرة لإزالة آخر عقبات محادثات التهدئة
الخليج – وكالات
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن وفداً أمنياً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة للمشاركة في محادثات التهدئة في غزة، وممر فيلادليفيا الحدودي مع مصر، في وقت واصل الجيش عملياته العسكرية في قطاع غزة، بينما شدد المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإنهاء معاناة أهلها المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، بعد مقتل أكثر من 40 ألفاً من المدنيين.
– خريطة محدثة
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، أن وفداً أمنياً إسرائيلياً وصل إلى القاهرة للمشاركة في محادثات التهدئة في غزة. وذكر موقع «إكسيوس» الأمريكي، أن مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي ورئيس الموساد ورئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي اتجهوا إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين وأمريكيين بشأن ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة، قولهم، إن المسؤولين وصلوا القاهرة ومعهم خريطة محدثة بشأن نشر القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا. وتظهر الخريطة انخفاضاً بعدد قوات الجيش، لكنها لا تزال منتشرة في فيلادلفيا بأكمله.
ونقل الموقع عن مسؤولين، قوله إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو في اتصاله الأربعاء أنه يتوقع مرونة إسرائيلية بشأن ممر فيلادلفيا، الذي تتمسك إسرائيل بالسيطرة عليه في محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن المحادثات في القاهرة تهدف إلى إزالة آخر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في القطاع.
وتواصل الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل و«حماس» للتوصل إلى اتفاق، لإنهاء عشرة أشهر من حرب دمّرت القطاع الفلسطيني وخلّفت عشرات آلاف القتلى.
– أهداف الحرب
وفي ختام جولة جديدة في المنطقة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ولم تؤد إلى حدوث انفراج، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «الضرورة الملحّة لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن».
لكن مكتب نتنياهو قال إنه يصرّ على تحقيق «أهداف الحرب»، وشدّد على أن «هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية» للقطاع الفلسطيني مع مصر. ويؤشر ذلك إلى تمسّك إسرائيل بإبقاء قوات إسرائيلية في القطاع، وهو ما ترفضه حركة حماس بشدة.
وقبل مغادرته المنطقة، سلّط بلينكن الضوء على معارضة بلاده «احتلال إسرائيل غزة لأمد طويل»، لكنه أكد أن نتنياهو قبِل بالمقترح الأمريكي لوقف الحرب. وفيما لم يُكشف رسمياً عن مضمون الاقتراح الأخير الذي تقدّم به الأمريكيون خلال جلسة التفاوض التي انعقدت الأسبوع الماضي في الدوحة، إلا أن حماس أكدت أنه «يتماهى» مع شروط نتنياهو.
– شروط نتنياهو
وتتمسّك الحركة بموقفها الداعي إلى التقيد بالمقترح بالصيغة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو/أيار الماضي، وأعلنت قبوله.وينص المقترح على هدنة مدتها ستة أسابيع، يصاحبها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وإطلاق سراح الرهائن في غزة، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي من القطاع.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو يتمسّك بإبقاء الجيش في محور فيلادلفيا، الحدودي بين غزة ومصر.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الخميس، إن الأمريكيين أدركوا أن بلينكن ارتكب خطأ بإعلانه موافقة نتنياهو على اقتراح التسوية. وأشارت إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك أرسل إلى القاهرة لـ«محاول حلّ مشكلة محور فيلادلفيا».
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر الخميس، إن «المعلومات بشأن قبول رئيس الوزراء انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا هي غير دقيقة».
– إشعال المنطقة
وعلى الأرض، يكثّف الجيش الإسرائيلي عملياته في مناطق رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة، ودير البلح في وسطه، فيما يواجه السكان البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة كارثة إنسانية.
وأعلن الجيش، أنه قام خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بـ «تفكيك العشرات من مواقع البنى التحتية لحماس وقام بتصفية أكثر من 50 مسلحاً».
من جهته، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن انتشال خمسة قتلى وعدد من الجرحى نتيجة قصف إسرائيلي على منزل شرقي خان يونس.
وتؤجج الحرب التوترات بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، إذ كثّفت إسرائيل ضرباتها على لبنان خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص الأربعاء، وفق السلطات اللبنانية، من بينهم القائد العسكري في حركة «فتح» خليل المقدح.
واتهمت«فتح»إسرائيل بالسعي إلى «إشعال المنطقة».
وأعلن «حزب الله»، أنه نفّذ نحو عشر هجمات الأربعاء ضد مواقع عسكرية في شمال إسرائيل وفي الجولان الذي تحتله إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة متفجرة.
وقتل في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على غزة أكثر من 40 ألفاً من المدنيين، غالبيتهم من النساء والقصّر، فيما تحول القطاع إلى أطلال، وبات أغلب سكانه نازحين.