سياسة اماراتية

ضمن الملفات الساخنة.. بوتين حاضر 12 مرة بمناظرة بايدن وترامب



ضمن الملفات الساخنة.. بوتين حاضر 12 مرة بمناظرة بايدن وترامب

متابعات – الخليج
تناولت المناظرة التاريخية الأولى بين المرشح الديمقراطي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، ملفات ساخنة تعلقت بسياسة الولايات المتحدة الداخلية والخارجية، وكان من أبرزها الاقتصاد والهجرة والإجهاض، إضافة إلى الصراع في الشرق الأوسط، ولم تخلُ المناظرة من الإشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل متكرر؛ إذ وردت الإشارة إليه أكثر من 12 مرة خلال ساعة ونصف الساعة.
بوتين يطغى على المناظرة
طغى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المناظرة الحاسمة بين بايدن وترامب، بينما كانا يتنافسان لإظهار من هو الأكثر صرامة على صعيد السياسة الخارجية، فقد قال ترامب عن بايدن في بداية سلسلة من المشادات بين المرشحين بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة: «لو كان لدينا رئيس حقيقي.. رئيس… يحترمه بوتين.. لما غزا أوكرانيا أبداً». وقال بايدن عن ترامب: «استمر.. دع بوتين يدخل ويسيطر على أوكرانيا، ثم ينتقل إلى بولندا وأماكن أخرى، انظر ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ليس لديه أي فكرة عما يتحدث عنه من الأساس».
وهيمنت على المناقشات بشأن الصراع في أوكرانيا كيفية إنهاء الحرب هناك والجدل بشأن الدعم الأمريكي لحلف شمال الأطلسي، وما إذا كانت الدول الأوروبية تسهم بما يكفي في الجهود ضد الحرب الروسية، من جانبه، كان بوتين قد عبر في وقت سابق عن عدم اهتمامه بنتيجة الانتخابات، وقال بوتين في وقت سابق من الشهر الجاري عندما سألته (رويترز) عما إذا كان يعتقد أن نتيجة الانتخابات الأمريكية ستحدث فرقاً بالنسبة لموسكو: «في الأساس نحن لا نهتم»، وأضاف: «بالنسبة لنا، لا نعتقد أن النتيجة النهائية تحمل أهمية كبيرة، سنعمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي»، إلى ذلك، انتقد ترامب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، وقال: «لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لما غزا بوتين أوكرانيا»، وتابع موجهاً حديثه لبايدن: «ما كان يجب أن تنفق هذه المليارات»، وأكد أن الحرب «ستنتهي قبل استلامه لمنصبه»، من جانبه رد بايدن قائلاً: «إن إدارته أخرجت أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جواً»، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع «ترامب ليفعل بوتين كل ما يريد».
اقتصاد الولايات المتحدة
تناولت المناظرة أسئلة تخص نظرة المرشحين للرئاسة الأمريكية بشأن تحسين الأوضاع الاقتصادية، وقال بايدن: «إن إدارته تسلمت اقتصاداً كان على وشك الانهيار من إدارة ترامب؛ إذ كانت البطالة مرتفعة، وأن إدارته أعادت الأمور إلى نصابها في الاقتصاد؛ إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي»، وأكد أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت عدم إضرار الشركات بالمستهلكين، مشيراً إلى أن ما كان يحصل في الإدارة السابقة «فوضى»، وعلى سبيل المثال تم خفض أسعار الأدوية مثل الأنسولين، كما اتهم بايدن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء، وأنه في عهده زاد العجز والدين لأعلى مستوى في التاريخ الأمريكي، منتقداً خفض الضرائب للأثرياء فقط، مشيراً إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8% من الضرائب.
من جانبه، رد الرئيس السابق، ترامب قائلاً: «إن إدارته سلمت إدارة بايدن «أعظم اقتصاد في التاريخ الأمريكي رغم جائحة كورونا»، مؤكداً أن التوسع في الإنفاق كان ضرورياً لتلافي الكساد، وزاد: إنه خلال إدارته كانت السوق المالية في أفضل حالاتها، والوظائف التي يتغنى بها بايدن خلقها للمهاجرين وليس للأمريكيين، دافع ترامب عن سياسات وضع رسوم جمركية، مؤكداً أن هذا سيوفر المال لخفض العجز ويمنح القوة للاقتصاد الأمريكي، وحتى الإعفاءات الضريبية تحفز الشركات.
وأعاد بايدن وترامب في وقت لاحق من المناظرة تبادل الاتهامات فيما يتعلق بحالة الاقتصاد الأمريكي، وقال الأخير: «إن بايدن سبب التضخم، وأثر في العائلات من أصول إفريقية»، وأضاف: «سلمت إدارته الولايات المتحدة بحالة مثالية، لكنه دمرها، وسبب التضخم، وألحق الضرر بالأمريكيين من أصول إفريقية، وفتح الحدود للمهاجرين الذين أخذوا وظائفهم»، واعتبر ترامب أن بايدن «لم يقم بعمل جيد، لقد قام بعمل سيئ، والتضخم يقتل بلدنا، إنه يقتلنا».
من جانبه رد بايدن قائلاً: «إنه لم يكن هناك تضخم وفرص عمل لأنه (ترامب) قضى على الاقتصاد»، وتابع: «لقد قدمنا إعانات مادية للأسر، وحاول أكثر من مرة القضاء على برامج الرعاية الصحية».
الهجرة والحدود
انتقد ترامب إدارة بايدن بشأن ملف الهجرة والحدود، وقال: «الآن لدينا أسوأ حدود على الإطلاق»، وأضاف: «خلال رئاستي الحدود في بلادنا كانت الأفضل تاريخياً»، مشيراً إلى أن فتح الحدود سمح بدخول ملايين المهاجرين القادمين من السجون أو حتى المستشفيات النفسية، واتهم بايدن من جانبه ترامب بالمبالغة والكذب بشأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة، وتشكل الهجرة أحد الموضوعات الرئيسية في الحملة الرئاسية، وقال بايدن: لا توجد بيانات تدعم ما يقوله (ترامب)، إنه يبالغ مرة أخرى، إنه يكذب»، وربط الرئيس السابق ترامب بين ارتفاع الجريمة في الولايات المتحدة مع دخول المزيد من المهاجرين، وتابع: إنهم يقتلون شعبنا في نيويورك وكاليفورنيا، وكل ولاية.. لأنه لم تعد لدينا حدود، وألقى باللوم على بايدن بما أسماه جريمة بايدن للمهاجرين، مشيراً إلى أنهم يقتلون الأمريكيين بمستوى لم نشهده من قبل، ونفى بايدن صحة تلك المزاعم، مشيراً إلى أن الجرائم تحدث على أيدي أفراد خارج منظومة المهاجرين، وانتقد سياسات الإدارة السابقة التي تسببت فيما وصفه بأزمة على الحدود، لافتاً إلى أنه عمل بشكل مكثف للوصول إلى اتفاق بين الحزبين في الكونغرس، وقال بايدن: «وجدنا أنفسنا في موقف عندما كان (ترامب) رئيساً، كان يفصل الأطفال عن أمهاتهم ويضعهم في أقفاص، ويتأكد من فصلهم عن العائلات.. هذه ليست الطريقة الصحيحة للمضي قدماً»، ورد ترامب: «إن الحدود الأمريكية كانت الأكثر أماناً في التاريخ في أواخر إدارته».
الحرب بين حماس وإسرائيل
وانتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت في حدوث هجوم السابع من أكتوبر، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة، من جانبه، قال بايدن: إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأمريكيين وتسببت في إصاباتهم، وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل.
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
وعلى الرغم من اتفاق المرشحين على ضرورة سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، فإن ترامب وصف سحب بايدن للقوات الأمريكية بأنه الأكثر إحراجاً في التاريخ الأمريكي، وأنه كان اليوم الأكثر إحراجاً في حياة الولايات المتحدة، وقال ترامب: كنت سأخرج من أفغانستان، لكن بكرامة وعزم وقوة، وقال بايدن: إنه عندما تسلم منصبه كانوا لا يزالون يُقتَلون في أفغانستان، ولم يفعل (ترامب) شيئاً حيال ذلك، قاصداً بذلك الجنود الأمريكيين هناك، وزعم بايدن أنه الرئيس الأمريكي الوحيد في هذا العقد الذي لم يقتل فيه أي جندي في أي مكان في العالم، كما فعل هو في إشارة إلى ترامب.
نتائج انتخابات 2024
وفي رد على سؤال بشأن ما إذا كان الرئيس السابق سيؤيد نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، أبدى ترامب استعداده لقبول نتائج الانتخابات إذا كانت حرة ونزيهة، وقانونية، مشيراً إلى أن التحايل في الانتخابات السابقة كان سخيفاً، وأضاف: إنه كان من الأسهل له عدم خوض الانتخابات لو كان لدينا رئيس عظيم، لما كان هناك داعٍ لترشيح نفسي، لافتاً إلى أنه اضطر إلى الترشح لإصلاح ما أفسده بايدن وأنه يخضع للإدانة بحكم أنه رئيس سابق، معتبراً أن إدانته الجنائية سياسية، ومن جانبه شكك بايدن بحديث ترامب، وقال: أشك أنك ستوافق على نتائج الانتخابات، مضيفاً: إنه عندما خسر في المرة الأولى قام برفع قضايا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي لم تنجح، وتابع: إن ترامب استمر في الكذب بشأن سرقة الانتخابات، وأكد ترامب: إنه يريد أن يجعل أمريكا دولة عظيمة مرة أخرى؛ إذ إنها دولة فاشلة بسبب سياسات بايدن العسكرية، محذراً من أن الرئيس الحالي سيدفع البلاد إلى الحرب العالمية الثالثة.
المخاوف بشأن العمر
وأثيرت مخاوف وفق استطلاعات عدة بشأن عمر المرشحين الرئاسيين، الرئيس الديمقراطي الحالي، بايدن الذي تجاوز الـ80 عاماً، وترامب ترامب البالغ من العمر (78 عاماً)، وحول مسألة العمر للرئيس بايدن، قال: إنه لطالما انتقدت لأيام طويلة عندما كنت الأصغر في مجلس الشيوخ، الآن أصبحت الأكبر سناً، وترامب ليس أصغر مني سوى بثلاث سنوات، لكنه لم يحقق ما حققته في إدارتي، وأضاف: إن ترامب يقول إننا دولة فاشلة، لكننا نحن أكبر دولة وأقوى دولة في العالم، وكل الحلفاء يثقون بنا، ومن جانبه رد ترامب: إنه أجرى اختبارين للإدراك والفحص البدني، وقال فزت ببطولتين في الغولف، وهو لا يستطيع ذلك، متحدياً الرئيس بايدن في مباراة في الغولف، وتمنّى لو أن الرئيس الأمريكي يجري فحوصاً مثله. ورد بايدن: إنه كان مستعداً لخوض مباراة في الغولف عندما كان نائباً للرئيس في عهد إدارة أوباما.
قضية الإجهاض
وانتقد بايدن سلفه ترامب بسبب تصرفه الرهيب ضد حق الإجهاض، في حين أشاد ترامب بإلغاء قانون «رو ضد وايد» الذي أتاح الإجهاض عبر الولايات الأمريكية، ليترك الخيار لكل ولاية على حدة بإقرار إنهاء الحمل أو منعه، وقال الرئيس الديمقراطي لخصمه الجمهوري خلال مناظرتهما في أتلانتا: «إن ما فعلته هو شيء فظيع»، ومن جانبه قال ترامب: إن القضاة الذين عينهم خلال توليه الرئاسة تمكنوا من منع الإجهاض، مصراً على أن «مختلف الولايات لها الحق فيما يخص قضية الإجهاض والقرارات الواجب اتخاذها»، واتهم ترامب بايدن والديمقراطيين بأنهم يقتلون الأطفال، وذكر أن قانون «رو ضد وايد» كان يتيح إنهاء الحمل بالشهر التاسع، إلا أن بايدن قاطعه قائلاً: إن ذلك ادعاء كاذب وأن القانون لا يعكس ذلك بتاتاً.
المواد الأفيونية
وسئل المرشحان عما يمكنهما فعله لمساعدة الأمريكيين على مكافحة أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة.
قال ترامب: إنه خلال فترة رئاسته كان تتوفر معدات رائعة وكلاب لكشف المخدرات للعثور على المواد غير المشروعة على الحدود، وقال بايدن بدوره: إن الولايات المتحدة تحتاج إلى معدات يمكنها اكتشاف الفنتانيل، وأضاف: إن الولايات المتحدة تضغط بقوة شديدة على الدول في آسيا التي تنتج الفنتانيل.



المصدر