سياسة اماراتية

في ظل ظروف حياة «لا تطاق» بغزة.. أين وصل قطار المفاوضات؟



في ظل ظروف حياة «لا تطاق» بغزة.. أين وصل قطار المفاوضات؟

«الخليج» – وكالات

على الرغم من مرور قرابة تسعة أشهر على انطلاق الشرارة الأولى للحرب في غزة، فإن رحاها ما زالت تدور بشراسة والمعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس ما زالت مشتعلة في ظروف معيشية «لا تطاق» وقطار مفاوضات واجه عثرات عديدة لم يتمكن حتى الآن من تحقيق وقف لإطلاق النار في القطاع الذي يقطنه قرابة مليوني فلسطيني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن عملياته مستمرة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، حيث أسفر القتال «فوق وتحت الأرض» عن مقتل عدد كبير من المسلحين.

وأفادت وكالات أنباء بدوي انفجارات متواصلة في منطقة الشجاعية، وأشار أحد السكان إلى جثث موجودة في الشارع.

وكانت إسرائيل أعلنت في بداية كانون الثاني/يناير، أنها قامت بتفكيك «البنية العسكرية» لحركة حماس في شمال قطاع غزة الذي شهد قتالاً عنيفاً في الأشهر الأولى من الحرب.

وفرّ محمد حرارة (30 عاماً) مع أفراد عائلته من حي الشجاعية بسبب «القصف» الإسرائيلي، وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: «لم نحمل معنا شيئاً من البيت، تركنا الأكل والطحين والمعلبات والفراش والأغطية ونجونا بأعجوبة عندما خرجنا».

وأضاف: «الناس يجرون ولا يعرفون إلى أين يذهبون. الكل خائف لأن الناس يموتون في الشوارع وفي البيوت من القصف».

في وسط قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل العديد من المقاتلين الفلسطينيين، وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة انتشال 4 قتلى وست إصابات من استهداف إسرائيلي لشقة سكنية في وسط القطاع.

وفي رفح في أقصى جنوب القطاع، قال مسعفون إنهم انتشلوا 5 قتلى بعد استهداف منطقة الشاكوش شمالي المواصي، بينما أشار مصدر طبي في مستشفى خان يونس في الجنوب إلى ارتفاع عدد القتلى في المنطقة منذ الجمعة إلى 13.

  • لا تقدم في المفاوضات

وفي الوقت نفسه أعلنت حركة حماس، السبت، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بشأن حرب غزة.

وقال القيادي أسامة حمدان في مؤتمر صحفي في بيروت: «نؤكد مجدداً أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية».

وفشلت جهود الوسيطين قطر ومصر، المدعومة من الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال حتى تقضي على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

واتهم حمدان، الولايات المتحدة بممارسة الضغط على حماس لقبول الشروط الإسرائيلية، وقال: «ما يُنقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة حتى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي دون تعديل عليها».

وأضاف: «نتابع بأسف موقف الإدارة الأمريكية التي تصر على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب بايدن من تأكيد على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل والإعمار والتبادل»، في إشارة إلى تبادل محتمل للرهائن المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح محتجزين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ويشهد القطاع المحاصر من إسرائيل والذي أقفل تماماً المنفذ الوحيد له إلى الخارج، معبر رفح، منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة الحدودية مع مصر في أيار/مايو، أزمة إنسانية كبيرة، وبلغت حصيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر 37834 قتيلاً فلسطينياً.

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تضرّرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وعشرين منها أصبحت خارج الخدمة.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مجبرون على العيش في مبانٍ أو مخيمات دمّرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، وندّدت بظروف لا تطاق في القطاع.

وعلى جبهة أخرى، وبينما تدور المعارك في غزة تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب على خلفية التصعيد الحاصل بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية، وارتفع مستوى التوتر هذا الشهر بسبب تزايد القصف.

وأعرب مسؤولون أمريكيون عن أملهم في إمكان أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى خفض الأعمال العدائية عند حدود إسرائيل الشمالية، لكن شهوراً من الوساطة التي شاركت فيها مصر وقطر لم تثمر عن اتفاق.

والخميس، أعلن حزب الله إطلاق عشرات الصواريخ على قاعدة عسكرية شمالي إسرائيل ردّا على ضربات إسرائيلية على لبنان.

وأفاد حزب الله بمقتل أربعة من مقاتليه فيما ذكر الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة من عناصر حزب الله قتلوا في ضربات جوية.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم فلسطينيان، في غارة إسرائيلية على قرية كفركلا.

وقرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية، انطلقت صافرات الإنذار مرات عدة، وفقاً للجيش الذي قال في وقت لاحق إن ثلاث طائرات بلا طيار أطلِقت من لبنان قبل سقوطها في الجليل، دون أن تتسبب في أي إصابات؟

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أن الدولة العبرية لا تريد حرباً في لبنان، لكن في إمكانها أن تعيد البلد إلى «العصر الحجري» في حال اندلعت حرب، فيما حذّرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا بشكل خاص من مغبة اندلاع حرب في لبنان.



المصدر