نتنياهو: مطالب حماس تتعارض مع المقترح الأمريكي
القاهرة – رويترز
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، حركة «حماس»، بتقديم مطالب في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتعارض مع إطار المقترح الذي توسطت في واشنطن.
وقال نتنياهو: «أنا ملتزم بإطار وقف إطلاق النار، لكن حماس تتمسك بمطالب تتعارض مع الإطار، وتعرّض إسرائيل للخطر».
ولم يحدد نتنياهو تلك المطالب. وفي واشنطن قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، إنه يتعين الانتهاء من تفاصيل عدة للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف للصحفيين: «أمامنا شوط نقطعه حتى نقترب من التوصل إلى اتفاق. لا أريد أن أقول إن الأمر وشيك، لكنه لن يكون بعيداً إذا انخرط الجميع في المحادثات بإرادة تهدف إلى التوصل لاتفاق».
وبالتزامن مع حديث نتنياهو يقبع سكان مدينة غزة تحت الحصار في منازلهم، بينما تتناثر الجثث في الشوارع، وسط هجوم إسرائيلي مكثف جديد تقول حماس إنه قد يقوّض جهود التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
وقالت «حماس» في بيان، إن الوسطاء لم يبلّغوها بعد بآخر المستجدات في المحادثات منذ أن قدمت تنازلات، في الأسبوع الماضي، رداً على عرض سلام إسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة.
واتهمت الحركة، إسرائيل بأنها «تستمر في سياسة المماطلة لكسب الوقت بهدف إفشال هذه الجولة من المفاوضات، مثلما فعلت في جولات سابقة» انتهت جميعها دون اتفاق، منذ هدنة استمرت أسبوعاً، في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويقول سكان مدينة غزة، إن هجوم هذا الأسبوع يضاهي أعنف معركة في الحرب، وكانت المعركة تسببت بتدمير أقدم وأكبر تجمع سكني في القطاع خلال الأسابيع الأولى من القتال، في العام الماضي.
وضمت مدينة غزة أكثر من ربع سكان القطاع قبل الحرب. وتعرضت المدينة إلى حد بعيد للدمار في أواخر 2023، لكن مئات الآلاف من الفلسطينيين عادوا إلى أطلال منازلهم وسط الدمار والأنقاض، لكن الجيش الإسرائيلي يأمرهم الآن بإخلاء المنطقة من جديد. لكن كثيراً منهم يقولون إنهم لن يرحلوا.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن لديها تقارير عن سكان محاصرين، وعالقين، وآخرين قتلوا داخل منازلهم في حي تل الهوا، وحي الصبرة، في مدينة غزة، من دون أن يسعفهم أحد.
ويقول الدفاع المدني، إن تقديراته تشير إلى مقتل 30 على الأقل في تل الهوا، والرمال، في مدينة غزة، وإن فرقه غير قادرة على انتشال الجثث من الشوارع هناك.
وعلى الرغم من إصدار الجيش أوامر، الأربعاء، لسكان مدينة غزة باستخدام ممرين «آمنين» للتوجه صوب جنوب القطاع، رفض سكان الانصياع للأوامر.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته تعمل على تفكيك قدرات حماس، وإنه «يلتزم بالقانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين».
وعلى صعيد المفاوضات، تعقد جولات في قطر ومصر بعد تنازلات مهمة قدمتها حماس، الأسبوع الماضي، إذ وافقت على إمكانية بدء الهدنة، وإطلاق سراح بعض الرهائن من دون موافقة إسرائيل أولاً على إنهاء الحرب.
وفي الشجاعية شرقي غزة، عاد سكان سيراً على الأقدام إلى الحي الذي بات مدمراً بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه.
وسوّت الجرافات الإسرائيلية المقبرة الأساسية للحي بالأرض. ونقل سكان إمدادات على دراجات عبر الممرات المملوءة بالأنقاض، ومروا قرب البقايا المتفحمة لمدرعات إسرائيلية تعرضت للاحتراق، والتفجير.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أزهقت أرواح أكثر من 38 ألف فلسطيني.