الأم في جنازة ابنتها شهد مصطفى لاعبة منتخب السويس: “كان نفسك
09:28 م
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
السويس- حسام الدين أحمد:
“كنتي زي النسمة يا شهد.. حنينه عليا.. كان نفسك تعوضيني عن أيامنا الصعبة”.. كلمات رددتها والدة اللاعبة شهد مصطفى، لاعبة الكرة النسائية بنادي منتخب السويس والتي لقيت مصرعها إذ صدمتها سيارة على الطريق السريع وهي تعبر الطريق أمام نادي إنبي.
وقفت الأم المكلومة منهارة بعدما وارت ابنتها مثواها الأخير، لا كلمات تصف المشهد ولا تستدعى الصبر إلا الدعاء لها أن يجعل الله عليها فيض من رحمته ومغفرته ويتقبلها من الشهداء.
تصمت الأم أو بالأحرى يقطع البكاء أنفساها، ثم تعاود الحديث إلى التي تحت التراب، ويعلو صوتها وهي تدعو وتنظر للسماء “يا رب تقبلها من الشهداء وعوضها عن شبابها زي ما كانت عايزه تعوضني في الدنيا”.
دائرة الصديقات تضيق حول الأم، ومن حولهن تتسع رقعة النساء في المقابر، تتوافد النسوة، يرددن كلمات المواساة التي لن تغير شيئًا، ولكن عزائهن السيرة الطيبة التي تركتها شهد، ورصيد من السعي والعمل الصالح وحفظ القرآن الكريم، وفرحة غادرت الدنيا وتركتها إلى مكان أفضل.
تتمتم الأم بكلمات لا يسمعها أحد رغم احتضان السيدات لها، يرتفع صوتها مرة أخرى وهي تخاطب ابنتها تحت الثرى “أنا مش هرتاح من بعدك أبدًا يا شهد” وكأن الراحة التي منيت بها شهد وأسرتها لن تعرف لبيتهم طريق بعد رحيلها.
ترفع النساء صوتها بالدعاء، تؤكد الأم وترد “آمين” وتمسك بمصحف كانت شهد تقرأ فيه بالمنزل، تقبض عليه وهي تنظر له، لم يصبح ذكرى بل شاهدًا لها بكل حرف قرأته ابنتها.
وكانت شهد قد انتقلت من فريق الكرة النسائية بنادي منتخب السويس إلى نادي إنبي، وحرصت في أول يوم لها وتوقيع العقد بالنادي الجديد على أن ترافقها صديقتها بسملة عمرو لاعبة إنبي.
إلا أنهن لم يصلا للنادي، إذ ترجلتا من السيارة وهمّا بعبور الطريق فصدمتهما سيارة ملاكي مسرعة تقودها سيدة، ولقيت شهد مصرعها، أمس الإثنين، وأصيبت بسملة بكسور مضاعفة وخضعت لعملية جراحية في أحد مستشفيات القاهرة.