مصر سياسة

اغتيال القيادي السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران


اغتيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران فجر اليوم الأربعاء. وأدانت حماس الغارة الإسرائيلية على منزل هنية ووصفتها بأنها “تصعيد خطير” لن يحقق أهدافه.

قُتل هنية في ما وصفته حماس بـ”الضربة الصهيونية الغادرة” بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. وأكد الحرس الثوري الإسلامي الضربة بعد ساعات من مشاركة هنية في حفل تنصيب بزشكيان. وأعلن الحرس الثوري الإسلامي أنه يحقق في الحادث وأفاد بأن أحد حراس هنية الشخصيين قُتل أيضًا. ولم تعلق السلطات الإسرائيلية على ضربة طهران.

وقد تعهد بزشكيان، الذي تولى منصبه كرئيس تاسع لإيران يوم الثلاثاء خلال حفل حضره كبار الشخصيات الأجنبية، بما في ذلك هنية، “بالدفاع عن سلامة أراضي إيران وكرامتها وشرفها وفخرها”. ووعد بأن “المحتلين الإرهابيين” سوف يندمون على أفعالهم. كما أصدر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بياناً تعهد فيه بـ”عقاب قاس” لإسرائيل رداً على اغتيال هنية.

وكانت إسرائيل قد تعهدت في وقت سابق باستهداف هنية وقادة آخرين من حماس في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وكان هنية، الذي يقيم عادة في قطر، شخصية بارزة في الدبلوماسية الدولية للحركة المقاومة الفلسطينية. وقد شهد الصراع الدائر في غزة مقتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية. ويعد هنية أكبر مسؤول في حماس يُقتل منذ بدء الصراع.

انتخب هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في عام 2017، خلفًا لخالد مشعل. وأصبح شخصية معروفة بعد أن أصبح رئيسًا للوزراء الفلسطيني في عام 2006 بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية في ذلك العام. انضم هنية إلى حماس في عام 1987 خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت حتى عام 1993. وخلال الصراع المستمر في غزة، سافر هنية في بعثات دبلوماسية إلى إيران وتركيا، حيث التقى برؤساء البلدين وحافظ على علاقات جيدة مع قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة، بما في ذلك تلك المنافسة لحماس.

وفي بيان نشر على تطبيق تليجرام، قدم حزب الله تعازيه لأسرة زعيم حماس بعد اغتياله. ويمثل هذا الحادث ثاني اغتيال رفيع المستوى يُنسب إلى إسرائيل في غضون ساعات. الأول تضمن غارة جوية في بيروت، والتي يُزعم أنها قتلت القائد العسكري الأعلى لحزب الله، فؤاد شكر. وفي حين لم يؤكد حزب الله مقتل شكر، إلا أن الضربة أسفرت عن مقتل امرأة وطفلين على الأقل، وإصابة العشرات. وذكر حزب الله أن قائده شكر، المعروف أيضًا باسم الحاج محسن، كان موجودًا في المبنى أثناء الهجوم، لكن وضعه الحالي لا يزال غير معروف.

وقعت الغارة الجوية وسط تصاعد الأعمال العدائية مع الجماعة اللبنانية، التي تنفذ هجمات شبه يومية عبر الحدود دعماً لغزة. وذكرت إسرائيل أن الضربة على شكر كانت رداً على هجوم صاروخي مزعوم أسفر عن مقتل 12 شخصًا في ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان السورية المحتلة في وقت سابق من هذا الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك، تحمل الولايات المتحدة شكر مسؤولية التخطيط وتنفيذ تفجير مشاة البحرية القاتل عام 1983 في بيروت.

تداعيات اغتيال هنية

إن اغتيال هنية في طهران له تداعيات كبيرة على إيران وأجهزتها الأمنية:

تأثير أجهزة الأمن الإيرانية: يؤكد هذا الحدث على وجود ثغرة أمنية في إيران، حيث تم استهداف شخصية بارزة وقتلها داخل عاصمتها. وقد يؤدي هذا إلى زيادة التدقيق وربما إصلاح التدابير الأمنية في طهران.

الرد الإيراني: نظراً للتحالف الاستراتيجي بين إيران وحماس، فمن المرجح أن تشعر إيران بأنها مضطرة إلى الرد. وقد يتخذ هذا الرد أشكالاً مختلفة، بما في ذلك تعزيز الأمن، أو الانتقام من الأعداء المفترضين، أو زيادة الدعم للمجموعات المتحالفة.

ديناميكية القيادة في حماس: مع وفاة هنية، أصبح هناك فراغ في قيادة حماس. لا يزال يحيى السنوار وزاهر جبارين في مكانهما ولكنهما مختبئان، في حين قد يتولى خالد مشعل منصب زعيم علني. ستكون الديناميكيات الداخلية وخطة الخلافة داخل حماس حاسمة في الفترة المقبلة.

التوترات الإقليمية: قد يؤدي الاغتيال إلى تصعيد التوترات في المنطقة، وخاصة بين إيران وإسرائيل. وقد تزيد إيران من دعمها للجماعات التابعة لها وتشارك في مواجهات غير مباشرة.

الحسابات الاستراتيجية: إن اجتماع أعلى هيئة أمنية في إيران لاتخاذ قرار بشأن استراتيجية جديدة يشير إلى أن هذا الاغتيال لا يشكل ضربة موجهة إلى حماس فحسب، بل يشكل أيضاً تحدياً استراتيجياً لإيران. ومن المرجح أن يكون رد فعلها متوازناً بين الانتقام والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.



المصدر