مدبولي يؤكد دعم مصر للتكامل الأفريقي في اجتماع الاتحاد الأفريقي
تعهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، السبت، بمواصلة دعم مصر لتعميق التكامل الاقتصادي وتسريع التنمية في جميع أنحاء أفريقيا.
وأكد مدبولي، في كلمته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاجتماع التنسيقي نصف السنوي السادس للاتحاد الأفريقي، الأحد، أهمية وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (النيباد) في دفع الوحدة الإقليمية والقارية في إطار أجندة 2063 الشاملة.
وتدرك مصر التقدم الذي أحرزته أفريقيا في السنوات الأخيرة، ولكنها تدرك أيضًا التحديات الكبيرة التي يفرضها الفقر والبطالة والإرهاب والصراعات المسلحة، والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، والأزمة الاقتصادية العالمية.
ورغم هذه العقبات، أعرب مدبولي عن تفاؤله بإمكانات أفريقيا، مؤكدا على ما تتمتع به القارة من موارد طبيعية وبشرية غنية، وحث على تضافر الجهود لتسخير هذه الإمكانات لتحقيق التنمية المستدامة.
ولتحقيق هذه الغاية، دعا رئيس الوزراء المصري إلى زيادة الاستثمار المالي في المجالات ذات الأولوية مثل البنية الأساسية والزراعة والطاقة. كما أكد على ضرورة الإسراع في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتكاملها مع برنامج تنمية البنية الأساسية في أفريقيا.
واختتم مدبولي كلمته بالتأكيد على مسؤولية الدول الأفريقية في تطوير الشراكات مع المجتمع الدولي لضمان أن تخدم هذه الشراكات أولويات التنمية في القارة ومصالح شعوبها.
وحث القوى الاقتصادية الكبرى على الوفاء بالتزاماتها المالية وإيجاد طرق مبتكرة لتنفيذ المشاريع القارية ذات الأولوية التي من شأنها تحقيق التكامل القاري والإقليمي، مثل ممر القاهرة – كيب تاون الاستراتيجي ومشروع سد إنجا.
وأكد رئيس الوزراء أيضًا على أهمية الاستفادة من عضوية الاتحاد الأفريقي الأخيرة في مجموعة العشرين كخطوة مهمة نحو تعزيز صوت القارة في المناقشات حول إصلاح النظام المالي العالمي، وإعادة تشكيل إطار تمويل أفريقيا، وإنشاء آليات تمويل جديدة ومبتكرة وفعالة.
ودعا إلى تعظيم الاستفادة من الآليات القائمة ومعالجة أزمة الديون التي تواجه الدول الأفريقية والتي أخذت أبعادا خطيرة بسبب الارتفاع الحاد في مدفوعات خدمة الديون.
واختتم مدبولي كلمته بالتأكيد على أهمية الشراكات العالمية لدعم أهداف التنمية في أفريقيا، داعيا الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه القارة.
وفي الوقت نفسه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد على الحاجة إلى تكامل إقليمي أقوى وأعرب عن امتنانه للرئيس الغاني نانا أكوفو أدو وشعب غانا على كرم ضيافتهم.
وقال محمد “في الوقت الذي أشعر فيه بالأسف على ضعف معين في الوحدة الأفريقية، فإن انعقاد اجتماعنا هنا، في هذا البلد الجميل الذي يشهد تمجيد الوحدة الأفريقية، لم يتلاشى أبدًا الصوت الأبدي للرسول ورمز هذه العقيدة، كوامي نكروما”.
وأكد على أهمية الوحدة والتكامل الأفريقي، مستشهدا بذكرى نكروما كمصدر للإلهام.
وفي كلمته، أكد الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو على ضرورة التمويل المبتكر وإنشاء المؤسسات المالية للاتحاد الأفريقي لدعم العقد الثاني من أجندة 2063. وشدد على أهمية توحيد الأدوات المالية المجزأة للقضاء على عدم الكفاءة وتحسين استخدام الموارد.
وقال “إن المشهد المالي الحالي لدينا متناثر مع العديد من المؤسسات والمبادرات التي تعمل في صوامع”، وأضاف “إن هذا التشرذم يؤدي إلى انعدام الكفاءة وتكرار الجهود والاستغلال غير الأمثل للموارد. لذلك، أدعو إلى توحيد الجهود وأحث مؤسسات الاتحاد الأفريقي على تقديم توصيات فنية واستراتيجية حول كيفية القيام بذلك”.
وسلط الرئيس الضوء على التأثير المحتمل لثلاث مؤسسات مالية أفريقية رئيسية: البنك المركزي الأفريقي، وبنك الاستثمار الأفريقي، وصندوق النقد الأفريقي. وأشار إلى أن هذه المؤسسات حيوية لتحقيق الاستقرار المالي والتكامل الاقتصادي الضروريين للتنفيذ الناجح لأجندة 2063.
وأضاف أن “البنك المركزي الأفريقي سيعمل على توحيد السياسات النقدية وضمان استقرار العملة في مختلف أنحاء القارة، وتخفيف المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف وتعزيز ثقة المستثمرين”. وفي الوقت نفسه، سيعمل بنك الاستثمار الأفريقي على تعبئة وتخصيص الموارد لمشاريع التنمية واسعة النطاق، في حين سيقدم صندوق النقد الأفريقي المساعدة المالية للدول الأعضاء التي تواجه مشاكل في ميزان المدفوعات والصدمات الاقتصادية.
كما أكد الرئيس أكوفو أدو على ضرورة تعبئة الموارد المحلية للحد من الاعتماد على المساعدات الخارجية وضمان استدامة مبادرات التنمية. واقترح أن تودع الدول الأفريقية 30% من احتياطياتها السيادية في البنوك الأفريقية المتعددة الجنسيات لتعزيز استقرار وسيولة الأنظمة المالية في القارة.