وفاة رئيس المخابرات المصرية الأسبق التهامي عن عمر ناهز 77 عاما
تنعى مصر رئيس المخابرات الأسبق محمد فريد التهامي، الذي توفي اليوم الأحد عن عمر يناهز 77 عامًا. وكان التهامي، وهو من قدامى المحاربين في الجيش المصري وشخصية رئيسية في جهاز الأمن في البلاد لعقود من الزمان، يحظى بالاحترام على نطاق واسع لقيادته وتفانيه في خدمة بلاده.
ولد التهامي عام 1947، وتخرج من الكلية الحربية في ديسمبر 1967، وسرعان ما ترقى في صفوف الجيش المصري، وتولى مناصب قيادية رئيسية داخل سلاح المشاة. وقد أدت براعته الاستراتيجية وبراعته العسكرية إلى تعيينه قائدًا لفرقة مشاة ميكانيكية ثم قائدًا لتشكيل تكتيكي.
شهدت مسيرة التهامي تحولاً محورياً عندما عُين مديراً للاستخبارات العسكرية والاستطلاع. وفي هذا المنصب، أشرف على بعض العمليات الأكثر حساسية لحماية الأمن القومي المصري. وقد عززت خبرته وقيادته سمعته كحجر أساس للبنية الأساسية الدفاعية للبلاد.
في عام 2004، عيّن الرئيس حسني مبارك آنذاك التهامي رئيساً لهيئة الرقابة الإدارية، المكلفة بالإشراف على نزاهة الحكومة ومكافحة الفساد. ورغم أن فترة ولايته شهدت خطوات كبيرة في تعزيز الشفافية والمساءلة، إلا أنها لم تكن خالية من التحديات.
لقد استهدفت الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر في عام 2012، والتي شهدت استيلاء جماعة الإخوان المسلمين على السلطة لفترة وجيزة، العديد من كبار المسؤولين في مصر، بما في ذلك التهامي. وعلى الرغم من مواجهته لاتهامات لا أساس لها وضغوط هائلة، فقد حافظ على نزاهته. وبعد إقالته من منصبه في هيئة الرقابة الإدارية في سبتمبر/أيلول 2012، لم تنته خدمة التهامي لبلاده بعد.
في يوليو/تموز 2013، عيَّن الرئيس المؤقت عدلي منصور التهامي رئيساً لجهاز المخابرات العامة، وهو دور بالغ الأهمية خلال فترة من الاضطرابات السياسية الكبيرة. ولعبت قيادته دوراً فعالاً في استقرار الوضع الأمني في البلاد بعد ثورة 2013. وتحت قيادته، عزز جهاز المخابرات قدراته وعزز البنية الأساسية الأمنية في البلاد.
شغل التهامي منصب رئيس جهاز المخابرات العامة حتى سبتمبر/أيلول 2014. وتميزت فترة عمله بإحساس عميق بالواجب والتزام لا يتزعزع بالأمن القومي. وتقديراً لخدمته الاستثنائية، منحه الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
إن رحيل محمد فريد التهامي يشكل خسارة كبيرة لمصر. وسوف يتذكره الأجيال القادمة بإخلاصه ونزاهته والتزامه الثابت تجاه وطنه.