مصر سياسة

ولي العهد السعودي يتعهد باستثمار 5 مليارات دولار في مصر


أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن استثمار 5 مليارات دولار في مصر من قبل صندوق الاستثمارات العامة خلال اجتماع مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في الرياض يوم الثلاثاء.

ويأتي هذا الإعلان في إطار جهد أوسع نطاقا لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأشاد مدبولي، الذي نقل تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد، بالعلاقات القوية بين القاهرة والرياض.

وقال مدبولي: “نعمل حاليا على الانتهاء من اتفاقية حماية الاستثمارات المشتركة، والتي ستساهم في زيادة الاستثمارات بين البلدين”، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من شركات الاستثمار المصرية تعمل في السعودية، فضلا عن الاستثمارات السعودية في مصر.

وأشاد مدبولي بالتقدم الذي تشهده المملكة العربية السعودية في ظل رؤية 2030، ووصف التطور الذي تشهده المملكة بأنه غير مسبوق، كما سلط الضوء على الدور المحوري لولي العهد في قيادة هذا التطور وخدمة مصالح الأمة العربية.

كما أكد رئيس الوزراء المصري على أهمية الاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لاختراق الأسواق الأفريقية بالمنتجات المصرية والسعودية، مسلطاً الضوء على إمكانات التعاون في قطاع السيارات، في ظل التقدم الكبير الذي حققته المملكة العربية السعودية في هذا المجال والحوافز التي تقدمها مصر حالياً للصناعة.

وقال مدبولي إن المنتجات المصرية حققت بالفعل حضورا ناجحا في الأسواق الأفريقية، مضيفا: “نعتقد أنه من خلال التعاون والتفاهم بين مصر والمملكة العربية السعودية، وبدعم من مجلس الأعمال المصري السعودي، يمكن تحقيق هدف استراتيجي وهو ترسيخ حضور كبير في السوق الأفريقية خلال السنوات الثلاث المقبلة عبر قطاعات محددة، مع التركيز بشكل واضح على الأولويات”.

وتضمنت زيارة مدبولي للسعودية لقاءات مع عدد من الوزراء، من بينها لقاء مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، بهدف مناقشة مبادرات التعاون المشترك.

وحضر اللقاء وزير المالية المصري أحمد كجوك، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب، والسفير المصري في الرياض أحمد فاروق، والسفير السعودي في القاهرة صالح بن عيد الحسيني.

وأكد الخريف أهمية تعزيز التكامل الصناعي وتوسيع قاعدة التبادل التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر من أهم الدول التي تم التعاون معها بعد إطلاق الاستراتيجية الصناعية السعودية 2023.

وأضاف الخريف “نعمل حاليا على تحديد مجالات التعاون لتحقيق شراكات بين المستثمرين من الجانبين، ونعتقد أن التكامل الصناعي بين مصر والمملكة العربية السعودية سيكون بمثابة حافز للتعاون المستدام بين البلدين”.

وهدفت الزيارة إلى السعودية إلى استكشاف فرص الاستثمار بين البلدين، فضلاً عن مناقشة سبل معالجة التحديات التي يواجهها المستثمرون السعوديون في مصر. وأكد مدبولي للمستثمرين أن أي مشكلات متبقية سيتم حلها خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة، مسلطاً الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة في عام 2024 لمعالجة هذه المخاوف.

كما أشار ولي العهد السعودي إلى جهود المملكة العربية السعودية في تنفيذ رؤية 2030، وأشاد بالدور الحيوي للعمالة المصرية في مسيرة التقدم التي تشهدها البلاد، معرباً عن أمله في زيارة مصر قريباً ولقاء الرئيس السيسي.

وأكد أيضاً على أهمية الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، معرباً عن رغبته في تقديم المزيد من الدعم للشركات العاملة في مجال الطاقة المتجددة في مصر.

وأعلن ولي العهد السعودي عن استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي 5 مليارات دولار في مصر كخطوة أولى، معرباً عن أمله في عقد الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي المشترك في أكتوبر المقبل بعد التنسيق بين الجانبين. وأشاد بالجهود المبذولة لمعالجة مخاوف المستثمرين السعوديين في الماضي، وأكد على أهمية حل النزاعات التجارية المتبقية، وتشجيع المزيد من الاستثمارات السعودية في مصر.

وتحدث ولي العهد السعودي عن جهود التعاون بين السعودية ومصر في إدارة الأزمات الإقليمية، بما في ذلك حرب غزة، والوضع في اليمن، وأمن البحر الأحمر، مؤكداً تطابق الرؤية بشأن هذه القضايا. وأعرب ولي العهد السعودي عن دعمه لجهود مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه مصر والسعودية في خدمة القضايا العربية.



المصدر